بقلم/ فتيحة سليماني
في لحظة اسودت الدنيا بعينيها وكان غرابا جامح لطخ سماء احلامها بظلام دامس لن تطفئه بحار العالم باسره؛ فصرخت باعلى صوتها اه اه واه واه سئمت ثقل الايام مللت تشبثي بسراب الاوهام كرهت وجودي على ارض الفشل والحطام اه واه الى متى سيطول عذابي المزركش بكل الالوان والى متى يشفى قلبي الصغير من اكبر احزان احجامها بالاطنان ارهقت صدري بتشنجات بكاء افجرها في صمتي بغرفة الوحدة بليل ترقد فيه مدينة الصبر المزيف والظنون الشريرة تحيط بها من كل الاتجاهات شمال جنوب شرق وغرب .
تنهدت ثانية بعمق فراها شهيقها وزفيرها في حصار الياس الملبد باوجاع والام الزمان فشفقا عليها وجرت الدموع على وجنتيهما ؛فعانق الشهيق الزفير مواساة لصاحبة الجرح الدفين .فقال الشهيق ؛يا صديقي الزفير ان حال طيبة الفؤاد مريع وان وضعها في تدهور وانجراف نحو ضياع اكيد .فما رايك يا خليلي ان اشهق انا وتزفر انت فنقتلع من عمقها كل الاتراح والجراح وسنطلب من رياح الشتاء العجيب ان تساعدنا بقذف هموم فتاتنا البريئة بعيدا بعيد وراء تلك الغيوم فقوتها تزداد مع موسم المطر فتقتل بذلك الخطر.صمت الزفير للحظة ومسح دموعه الزرقاء بلطف حتى لا تشعر به صاحبة العناء الاكبر ثم قال: هذا امر سهل جدا فلن اتردد ابدا لفعله من اجل اسعاد طيبة الروح زهرة الربيع الفتية التي حاصرتها الاشواك من كل فج فهي لا تستحق كل هذا البؤس والشؤم الغزير فوالله ان صبرها طال ولم يعد لها قوة للاحتمال اكثر فسنين الجمر عظمت واستمرت ولم تحن حلقة نهايتها في مسلسل الشقاء لذا ولكل هذا.سنتحد انا وانت ياصاحبي لنخرج هذه المسكينة من دوامة الانهيار فهات يدك ضعها في كفي ولنسعى جاهدين فنرفع عن نفسها العذراء هذه العاصفة الهوجاء التي عصفت بها منذ زمن ليس بقصير فهي على وشك ان تمحو اثرها من خريطة السلام .فلننقض كيانها قبل ان تسبقنا هذه العفريتة و تكسر هذا الجمال الفتان فحبيبتنا لها مواهب جمة لا تحصى بالاعداد و من بينها حنان وود يسكن في شرايينها تكنه لكل المخلوقات .ولها موهبة الزخرفة والرقص بكلمات في سطور تسمى بنثر خواطر شعر وقصص في فن الابداع.فهيا هيا يا رفيقي لنحي هذا الالهام ونجدد فرحته ونقطفه من ركام النسيان.
في هذه الاثناء تغير الجو فجاة و هبت ريح كامنة فاستبشرا الزفير والشهيق خيرا وراح ينزعان كل الشوائب السلبية المركونة في جوف سيدة العذاب فلم يتركا ذرة منها وحملوها على كاهلهم وقدموها للريح العربيدية واوصوها ان ترمي بكل هذه الاوساخ الى وجهة غير معلومة حتى تضل الطريق ولا يمكنها العودة ثانية فتنغص حياة اميرة القلوب .
وبين برق ورعد انتاب صاحبة الاهات احساس جميل شعرت كانها خفيفة الوزن كريشة تطير في الهواء والسرور بينه وبينها خطوة وهو يناديها لتلحق به الى دعوة حفل تكريم الجوائز واخبرها انها الفائزة بالمرتبة الاولى في مسابقة القصة القصيرة وان قصتها اميرة القلوب اسرت الالباب والعقول ومنحتها لجنة التحكيم وسام الاستحقاق الذهبي .حينها ابتسمت فخرا لانجازها وحمدت ربها على هذا العطاء وسارت في مسلك النجاح ترسم بصمتها الزهرية متناسية ماضي الانحطاط.