recent
أخبار ساخنة

الحب علي فراش الموت.....قصة قصيرة

الصفحة الرئيسية

بقلم/ امل عبد الرحمن
اخفت عليه مرضها الخطير فقد تمكن من جسدها النحيل ولم يعد ممكنا جلسات كيماوية او ادوية فأخذت قرارها باستمرار الحياه كما هي وتخفي علي الجميع فهي لم تعتاد تعذيب من تحب وتعودت اقتسام الالم علي نفسها فقط ...وتكيفت مع مرضها بضعة ايام ....فالمتبقي لها بالحياه مجرد ايام...
عاد الزوج العاشق من عمله الذي يستلزم غيابه عن بيته اكثر من عشرون يوما ...اسرع الي غرفة اولاده فوجد كل شيئا هادئا وكلا بغرفته..نادي عليها فلم ترد ...ثاوره القلق فتح باقي غرف المنزل فلم يجدها...اسرع الي غرفة نومه مسرعا خوفا من ان تكون مريضة...ولكن سرعان ما ذهبت ملامح الخوف والقلق الي ابتسامة غمرت وجهه حين رأها بخير بنفس ملامحها المشرقة...ونفس الابتسامة شديدة الروعة...فاقترب منها واحتضنها برفق ما بكِ حبيبتي....لاشئ قليل من اجهاد مع الاولاد والمنزل...انا بخير لا تقلق...فصدقها...فلم يعهدها تكذب من قبل...سألته اجهز لك العشاء ...لا حبيبتي اكلت شيئا بالطريق لا اريد ان اكل ولا اشرب...اريدك فقط ....
وكان له ما طلب وكعادته قبل جبينها ويديها ....واحتضنها ...ولكنه لم يعد يشعر بدقات قلبها...فظن انها تمازحه...فوضعها علي وسادتها ولم تتحرك....جن جنونه ...فلم يدرك ماذا حدث....هز بها بعنف...ما بك حبيبتي....افيقي ارجوكي....كالمجنون علي الهاتف....امسك السماعة بايدي مرتعشة وعيونا تغمرها الدموع كشلال منهمر....وضع السماعة مكانها ....فوجد علبة وبجوارها خطابا...وادرك ان بداخل هذا الخطاب اجابة لكل اسئلته....امسك بالخطاب وبدأ القراءة...
ابي ...اخي...صديقي...حبيبي...واخيرا زوجي...كنت اموت قبل حضورك بلحظات بسيطة وكنت اعلم بحالة موتي واشعر بها ..فانا مريضة منذ اشهر قليلة واخفيت عليك...ولكني توسلت الي الله ان يمد باجلي لحظات لالتقي بك....فلم اتعود ان ارفض لك طلبا....لا تغضب ....لا تحزن ....اخفيت عليك حبا لا كرها....فالحب سيد قلبي ....ان تمنح ما فوق طاقتك....لا ما تقدرعليه....
مع خطابي هذا هدية عيد ميلادك المقبل...لم اتمكن من شراء باقي الاعياد....المقبلة..
زوجة من زمن الفقد.....لزوج من عالم الاحلام...
فعاتبها قائلا......لن اغفر لكِ......سيدتي.
google-playkhamsatmostaqltradent