للكاتب/ محمود الشرابي
جالسة علي كرسيها دون تحرك فقد بلغت من العمر عتيا وأصبحت هي المتبقية من العائلة بداخل قصرها العاتي الفسيح وأراضيه الواسعة الخضراء المترامية والاسطبل الكبير --ومجموعة من البيوت المتواضعة يسكنها من يخدمون لديها من فلاحين ومسؤولين الاسطبل ومن بينهم (الحاج--عزت فهو صلة الوصل بينها وبين الاخرين )في صالة القصر تجلس امامها منضدة عليها مجموعة من الكتب --لنجييب محفوظ وعباس العقاد ومجموعة قصص (لكافكا)التحول--امامها في الصالة 3صالونات منهم
وا حد يميل ألي الأنترية منه للصالون وغرفة للمعيشة تعلو الصالة بقليل وبالحائط المجاور بيانوا وكرسية العالي بجوار البيانومنضدة عليها راديو يرجع عهده الي اكثر من 90 سنة وله بوق ولا يعمل فهو قطعة أثرية أكثر منه راديو -معلق فوق البيانو صورة بالحجم الكبير لزوجها عندما كان عسكري ببدلته الميري في الجيش التركي (العثماني)وبجوار الصورة ساعة حجمها ضخم جدا ولها بندول يعمل ولكن لا يضبط الساعة فهو قطعة اثرية فخيمة جدا ولكن عليها كثير من الأتربة .. وكل من يزورها علي أستعجال يوعدها في الزيارة القادمة سيأتي ومن معه لتصليحها وتنظيفها-هي أمرأة بيضاء جدا وكأن الشمس لا ترها منذ زمن والتجاعيد بدأتت تزحف علي كل مكان بهاولكن مازالت تحتفظ بأسنانها القوية وبياضها بل تأكل اللحوم (نصف سوي )ما لا يقدر عليه أولادها وأحفادها فهي قوية وكلمتها نافذة ولا يرفض لها طلب لانها تقسم الريع علي الكل بالضبط والشرع وفي هذا اليوم حلمت بزوجها يعنفها في سرقة الساعة أو بيعها وأتهمها بالأهمال وأعلمها بأن الساعة (تحفه) أثرية وذات قيمة عالية فهي منحت له من ضابطه عندما كان ف21 سنة ومع ألتحاقه بالجيش فلابد علي الحفاظ والأعتناء بها --وأضاف لها بأن حافة البندول من الذهب الخالص وأيضا الأرقام والعقارب من البلاتين النقي فهذه الساعة لها أيضا قيمة مادية --
-------الباقية علي حلقات -----ان شاء الله