ابو الطيب حسان
نزارٌ يا نبيَّ الشِّعرِ
قد صدقت نبوأتكم
ومن رفعوا عقيرتَهم على قتلي
صاروا اليومَ كالخُرْسِ
ومخمورٌ بلا عقلِ
وقد أهداهمُ الأقصى
أصيب اليوم بالمسِّ
فلم تنبحْ كلابُ قبائلِ الأعرابِ
للقدسِ
يهوذا اليومَ طهرَ القدسِ يغتصبُ
وباركَ نزوَهُ العربُ
ودُقَّ الطبلُ واحتربوا
بليلِ العامريةِ يسكرُ الأعرابُ في ثملٍ
وجاءَ اليومَ أبرهةٌ يعيدُ اليومَ للأمسِ
وأصحابُ اللّحى طربوا
وباعوا الدَّينَ بالدولارِ والفلسِ
وبولُ بعيرِهم نتن يَصُبُّ الذلَّ في الكأسِ
فغنوا وانتشوا طربا
وقد فُضَّت بكارتهمْ
تساوى العهرُ والشرفُ
وضلوا بعد ما عرفوا
وكلٌّ جاءَ للعرسِ
أبو لهبٍ يَصْبُّ الخمرَ للسُّمارِ مزهوًا بخدمتِهِ
ويدفعُ كلَّ ثروتِهِ
يداري خطوَ نعلِهم برمشِ العين
ويرفعُ نخبَ خزيتهِ
ليثأرَ من بني عبسِ
ويرمي أهلَهُ بالويلِ والتقتيلِ
والرَّفسِ
يَصْبُّ النَّارَ في خبلٍ
شديدَ العزمِ والبأس
فلم يرحمْ صغارَهمُ
ويرقص فوق جثتهم
ويفرحُ إنْ رأى ثكلى على الرَّمسِ
يلفُّ الذيلَ في خزيٍ
ويذبحُهم بلا حسِّ
أبو جهلٍ يبيعُ بدنّ خمرتِهِ فروضَ الدينِ والقرآنِ
والمعراجِ والقدسِ
لكي يبقى جلالته على الكرسي"