recent
أخبار ساخنة

الأذان إعلام.... وليس جعيرا .

الصفحة الرئيسية



بقلم: محمد سعيد أبوالنصر 
استطاع الغرب وغيره أن يفصل بعض المسلمين وجدانيا وعاطفيا وروحيا وذهنيا وشرعيا عن الدين وشعائرة ، وانتهج في هذا سياسة النفس الطويل ..لكي يُخرج لنا جيلا مبتور الصلة بالإسلام .. لا يعرف عن الإسلام شيئا ،،فخرج لنا ناس من هذا الجيل يتندر على الإسلام وشعائره .
فهل السبب هو بُعدهم عن إقامة هذه الشعائر أو عدم ممارستهم لهذه الشعائر ...؟ يمكن ذلك ،أم أنهم اعتبروا ذلك تاريخا سخيفا وليس دينا مقدسا وأرادوا أن يتخلصوا منه .
لو اعتبروه تاريخا وأرادوا أن يتخلصوا منه ،لقلنا لهم تذكروا أمكم أمريكا ، الدولة التي لا تاريخ لها ،ولا جذور..لما علمت من أمرها أنها دولة بلا تاريخ ،وتقدم بلاحضارة ،كانت تتصيد لها ماضيا ،وودت أن لو اشترت تاريخا حتى تحس أن لها جذورا فى دنيا الناس،"أما نحن فإن الاستعمار ختلنا عن تاريخنا العريق وديننا الصحيح ليفقدنا الثقة بأنفسنا، ورسالتنا، وما نستطيع إسداءه للحياة من حق وخير. فهل نلين معه؟ 
البعض لان وضعف وانهزم وطرح أرضا وصاح وباح وقال "اسكتوا هذا الصراخ والجعير ..فوصف أصواتَ بعض عباد الله الصالحين بالجعير..ولو أراد الإصلاح لاختار من الأوصاف أحسنَها ،وطالب باختيار دقيق لأفضل الأصوات التي ترفع الأذان ،أما الوصف بالجعير ..فهو وصف مؤلم وإن قصد به صاحب الصوت مباشرة لكنه يمس الشعيرةَ بطريق مباشر أو ملتوي..
وحتى على فرض أنه لا يَمس إلا صاحب الصوت فهو استهزاء صريح بالذين يعلنون شعائر الله، وبأهل العلم والصلاح ،وهذا محرَّم لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَْلْقَابِ}[الحـُجرَات: 11].
إن الاستهزاء بأهل الفضيلة سنة ماضية، قال الله تعالى عن أول رسله نوح: {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} [القمر:9].
وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان:31].
فهذه سنة ماضية لله تبارك وتعالى في خلقه، ونبينا صلى الله عليه وسلم في الذِروة من أهل الفضل
إن الذين وصفت أصواتهم بالجعير .
هم: كما جاء ذكرهم على لسان الصادق صلى الله عليه وسلم أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
هم: خِيَارُ عِبَادِ اللهِ.
هم :أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَلَاتِهِمْ وفِطْرِهِمْ وَسُحُورِهِمُ.
هم : من يسْتَغْفَرُ لَهُم كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُم.
وحسبهم شرفا ما ورد في فَضْلِ الْأَذَانِ وَالْمُؤَذِّن.
روى الحاكم في المستدرك َعَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، وَالنُّجُومَ ، وَالْأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللهِ " 
وروى الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن الكبرى عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَلَاتِهِمْ وفِطْرِهِمْ وَسُحُورِهِمُ " 
وروى مسلم عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى الصَلَاةِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
وتعددت آراء العلماء في تفسير قوله- صلى الله عليه وسلم - " الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
فَقِيلَ: مَعْنَاهُ: المؤذنونَ أَكْثَرُ النَّاس تَشَوُّفًا إِلَى رَحْمَةِ الله تَعَالَى، لِأَنَّ الْمُتَشَوِّفَ يُطِيلُ عُنُقَهُ إِلَى مَا يَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ ، فمَعْنَاهُ: كَثْرَةُ مَا يَرَوْنَهُ مِنْ الثَّوَاب.
وقِيلَ: إِذَا أَلْجَمَ النَّاسَ الْعَرَقُ يَوْم الْقِيَامَة ، طَالَتْ أَعْنَاقُهُمْ لِئَلَّا يَنَالُهُمْ ذَلِكَ الْكَرْبُ وَالْعَرَق. قَالَه النَّضْر بْن شُمَيْلٍ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ سَادَةٌ وَرُؤَسَاء، وَالْعَرَبُ تَصِفُ السَّادَةَ بِطُولِ الْعُنُق ،
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَكْثَرُ أَتْبَاعًا.
وَقَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ: مَعْنَاهُ أَكْثَرُ النَّاسِ أَعْمَالًا. 
روى النسائي في السنن الصغرى وأبو داود وأحمد عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ("الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ) أَيْ: بقدر مَدِّهِ صَوْتِه. وفي رواية: (يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ) غَايَته صوته ومنتهاه (وَيَشْهَدُ لَهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ) وفي رواية: (وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ " 
وروى مسلم وأحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَلَاةِ) (هَرَبَ حَتَّى يَكُونَ بِالرَّوْحَاءِ ") (قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ الرَّوْحَاءِ فَقَالَ: هِيَ مِنْ الْمَدِينَةِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ مِيلًا "وهي مكان بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة .
روى الشيخان َعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ("لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ أَيْ: الأذان. وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ ، لَاسْتَهَمُوا -أَيْ: لاقترعوا ، وفي الحديث جواز القُرعة. - وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ(التَّهْجِير): التَّبْكِير إِلَى الصَّلَاة لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " وروى ابن ماجة عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً ، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً " 
وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " 
(الْإِمَامُ ضَامِنٌ )الضَّمَانُ فِي اللُّغَةِ: الْكَفَالَةُ ، وَالْحِفْظُ ، وَالرِّعَايَةُ ، وَالْمُرَادُ بضَّمَانِ الإمام : أَنَّهُ يَتَحَمَّلُ الْقِيَامَ وَالْقِرَاءَةَ عَنْ الْمَسْبُوقِ.وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ ، وَلَيْسَ مِنْ الضَّمَانِ الْمُوجِبِ لِلْغَرَامَةِ.(
(وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ) أَيْ: أَنَّ الْمُؤَذِّنَ أَمِينُ النَّاسِ عَلَى صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ أَبِي مَحْذُورَةَ مَرْفُوعًا: " الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ المسلمين عَلَى فِطْرِهِمْ وَسُحُورِهِمْ" 
(اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ) أَيْ: أَرْشِدْهُمْ لِلْعِلْمِ بِمَا تَكَفَّلُوهُ ، وَالْقِيَامِ بِهِ . 
وروى البخاري وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: (قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ - رضي الله عنه -: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَلَاةِ ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ) (وَلَا شَجَرٌ ، وَلَا حَجَرٌ) (إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " 
فَضْلُ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّن
وروى مسلم عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَلَاةِ ، فَقَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، فَقَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مِنْ قَلْبِهِ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " 
وروى النسائي في السنن الصغرى والإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي) (فَلَمَّا سَكَتَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا يَقِينًا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ") 
وروى الامام مسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ - أَيْ: حِين يَسْمَعُ صَوْتَ الْمُؤَذِّن ، أَوْ أَذَانَه ، أَوْ قَوْلَهُ- وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ " .
google-playkhamsatmostaqltradent