محمود علي أحمد
لأجلها
صنعت من الحروف معاني جميلة وكسوتها بطلاء مميز
كي تمتع عيناها بما تقرؤه وترسو بشموخها على أغلى كلماته فهي عنوان القلم وفؤاد الحروف ومهوى الفكر
فكأنها شمس لا تعرف إلا النور الساطع والضياء الشاسع
لكي تتحفني بنورها وتشرق بهمتي عبر مساحاتها
لأجلها
رسمت من حياتي تاريخا يليق بعنفوانها الشامخ على صدر الزمان
وعزفت بأناملي ألحانا أصغت لها أذن الدهر كي يعرف هذا الدهر قيمتها فلا يحارب قلبها ويحتاط أن يلمس أو يعترض شمعة واحدة من دموعها فهي ملكة على إحساسها متوجة ومتوهجة بمشاعرها
لأجلها
بنيت في فكري قصرا عاليا من الأمنيات العذبة وأحطته برمال من الثلج المكسور كي لا يعترف فكري إلا بإرضائها والتعلق بلغة الشموخ في سماءها فهي أكبر من اللغات وأغلى من الحكايات لأنها بطلة كل الروايات فبطولاتها مشهودة وصفحاتها مقروئة والشاهد إبداعها الذي زلزل كياني وأبحر في أعماقي
لأجلها
لم أنسى يوما حينما ضللتني بحروفها وضمتني بكلماتها بحنان لغاتها ودفء نزيفها فجعلت مني إنسانا آخر يجابه بإخلاصها كل مؤامرات الزمن وعداوات الدهر لأنها ثابتة أمام معاقل الخصوم شاهرة فكرها أمام حماقات الأنذال وجناية الأشرار لأن أشواقها أقوى من أسلحتهم ودموعها أغلى من وجودهم وذكرياتها أثمن من حاضرهم وأيامها أجمل من واقعهم لأنها أشرف من مستقبلهم
لأجلها
عزيت نفسي في رحيلها وكابدت مشاعري لأجل عودتها ولكن ظروفها أكبر ولكني كم كنت أتمنى حروفها تضمني مرة أخرى وكلماتها تلملم شتاتي إليها وإلى ذاك الصدر الحنون ومع ذلك لم أشتكي عليها إلى نفسي بل نسيت أن أدعوا الله لي وأنا لأمالي وإنما دعوت لها بأن تزول ظروفها
لأجلها
رحبت بضياء كلماتها وحمدالله على زوال ليلها ولكنها مع ذلك ما تأتي إلينا إلا وتعاودها ظروفها مرة أخرى فترحل بهدوء تام ولكنها تضع بصمة حروفها على كياني لأنها لم ولن ترضى بغير التوقيع لحضورها من يدها الغالية والتي دائما وأبدا تكتب الأمل على صدري لينشد قلبي الأمنيات العذبة في محيط عطفها
لأجلها
رأيت المعاني كبيرة في حياتي ونسفت كل أوراقي لأجل إستقبال ذكرياتها وتدوين ظروفها ومشاركتها آلامها ومع ذلك ترفض الإدلاء بشهادة ذكراها لأنها لا تكتفي إلا بحضورها وزرع حنانها على أوراق قلمي وصفحات آلامي
لأجلها ..
رحلت مع إنسانيتها وروعة طموحها وشموخ عطفها ودفء إحساسها نعم قد ذقت من حنانها الحب والصفاء ومن قلبها الطهارة والنقاء فلن أنسى يوما شرفتني بوقتها
لأجلها
حاربت الأيام وقتلت السنين ومحوت الذكريات وشطبت شهادة ميلادي لأن ميلادي يبدأ بحضورها فأنا لازلت بانتظار استقبالها لأكتب صفحة جديدة من حياتي وحياتها فهي ساكنة هناك في ديوان العبقرية مسافرة في ضمائر الإبداع لا تعرف حسدا ولكن .. ما أكثرهم حسادها
لأجلها
حفرت بقلمي عنوانها في تاريخ الأجيال لتطوف كلماتي معاقل الفكر لتتشرف تلك المعاقل بإسمها وتحفر قلمها في خريطة القلوب وساحات الإبداع لأنها عالمة في عالم الحنان مدركة لفنون الغرام فما أجمل حسن قلمها وما أروع حنان كلماتها وما أدفء حروفها
لأجلها
كتبتها كلمات مهداة مني إلى ضياء شمسها الذي ما إن يتوقف حتى يعود لها مرة أخرى فتختفي قليلا ثم تعود بهيبتها بعد ما زادت أشعتها فتكتب بأناملها ثمرات من حزنها وقطوف من آلامها وما أن تنتهي من فخامة حضورها حتى يعود ذاك الليل الذي لا يرحم فترحل عنا كعادتها بهدوء تام فأي آلام تعتصرها في جوانحها
لأجلها
كتبت لها ومنها وبها هذه الحروف ورسمت آية حسنها بألوان الطيوف ولكن سيأتي يوما وستزول الظروف لتعود إلي رائعة متميزة من بين الألوف نعم لقد رسمتها ولقد كتبتها فهي إمرأة من زمن الإبداع وشاهدة في حاضر الإمتاع
هذا أنا بالحروف رسمتها وبالكلمات كتبتها وبقلبي وبإحساسي نحتّ إسمها وبأعلى صوتي صرختها
عودي بقلمك وإرجعي بفكرك وأمتعيني بضياءك
لأجلك أنت يا سيدتي صفحتي قد عزفتها
ولأجلك أنت يا سيدتي كلمتي قد كتبتها
لأجلك أنت قد رسمتها وأسميتها لأجلها فأنا أعلم أنني لازلت وسأزال بإنتظارها
فهي سيدة على عالمها تملك السيادة على شموخها فهي المذهلة بكبرياءها الفاتنة بعنفوانها
قد رسمها قلبي وأسماها لأجلها لأنه لا بد يوما أن يجدها فهو لا يعرفها وهي لا تعرفه ولكن قلبي مؤمن بانها ساكنة في إحدى زوايا هذا الزمن
فائق أمنياتي إلى تلك الشمس الساكنه عينيك
إلى ذاك القمر المستوطن جفنيك
إلى تلك النجمات البراقه البارقه بعينيك
هذا أنا عاشق المستحيل