بقلم الشاعر/ السيد سعيد سالم
قالت : تركونى وحدى على الطريق .. تركونى وفى القلب حريق
فأحترقت زهور العمر واختفى منها الرحيق
وصار الحلم بين الأمواج بقايا غريق
فلم يعد لى حبيب أو صديق فقلت : ألم أكن لكِ صديق ؟
قالت : يا فارس الشعر كم أنت رقيق
لكنهم تركونى طفلة يشردها الضياع .. فالغد ضاع ومات الشعاع
تتوه الآن بين الدروب خطايا والدمع ينزف كالشظايا
وسنين القهر صارت تسرى فى دمايا
فتحولت شموع حياتى إلى أشلاء وبقايا
أبحث عن النور فى زمن .. الضوء فيه شحيح والأمل صار سحاباً فوق الريح
ليتنى مت معهم كى أستريح .. وتجف من قلبى بحار الدموع
وتنتهى أحزانى التى تسكن بين الضلوع
فقلت : مازال قلبك يملأه الحنين .. وعلى وجهك بسمة الأيام وغفران السنين
وفى عينيك مازالت تزهر حدائق الياسمين
سيعود عطر المدينة .. وتنتهى من حياتك سحابات الدخان
ويختفى شبح الزمان .. وتنهدم قصور الأحزان
قالت : كيف ونحن نعيش فى زمن الخداع ؟
لقد رحلوا بدون وداع .. وكم شعرت فى غيابهم بمعنى الضياع
قلبى مازال محترق بالجراح .. وغابت عن حياتى الأفراح
قلت : سترحل يوماً خفافيش الحفر .. وتصير الحياة بلا سجون .. بلا خطر
وتعود الفراشات تلهو فوق أغصان الزهر
فيعود كل مهاجر وتنتهى متاهات السفر وتأتى مواسم الفرحة ويبتسم القدر ..
فمازلت أرى فى عينيكِ بريق نجمة تحضن وجه القمر
فضحكت ...
قلت : الزمان لم يكن يوماً بخيلاً .. ستمتلأ الأرض أشجاراً ونخيلاً
ويعود الأمان قرآناً وإنجيلاً .. سيموت الخوف ويرحل الأعداء
فمازلنا أحياء ولابد أن يأتى حق الشهداء .. وتعود البسمة الجميلة وكل الأشياء
فكم أنتِ رقيقة صافية مثل السماء ومازالت ترتسم على شفتيكِ بسمة الحياء
فضحكت وقالت : شكراً يا أمير الشعراء .. وانتهى اللقاء .