recent
أخبار ساخنة

الحرية .. مفهوم تداول السلطة

الصفحة الرئيسية

بقلم/ حسن عصام الدين طلبة
لقد فشلت ثورة الشعب فى 25 يناير 2011 فى تحقيق أهدافها " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية " .. وكان السبب فى الفشل فى تحقيق تلك الأهداف هو جهل الجماهير بمفهوم الحرية وتداول السلطة ..
فشل الشعب حينما تنازل الطاغية عن السلطة ولم يسلمها للشعب وهو الجهة الوحيدة التى لها الحق فى تسلم السلطة .. كما فشل الشعب حينما تنازع الثوار فيما بينهم فيمن يستحق منهم تمثيل الشعب فى مجلس النواب ، حتى بعد تشكيل المجلس الجديد بعد إنتخابات حرة نزيهة ..
لقد رأى كل فصيل سياسى من الثوار أنه هو الأحق بالسلطة وتمثيل الشعب ، ولم يدركوا معنى الإنتخابات الحرة النزيهة التى إن استمرت لأفرزت الإنتخابات فى كل مرة تجرى فيها مجلس نواب اكثر نضجاً وخبرة من المجلس الذى يسبقه مما يفضى فى النهاية إلى مجلس نواب حقيقى يحقق طموحات الشعب مثل الأمم المتحضرة التى سبقتنا كثيراً فى هذا المجال ، ومازلنا نراوح مكاننا وأهدرنا بأنفسنا أعظم فرصة منحنا إياها الله سبحانه وتعالى كى نغير أنفسنا ، ذلك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
من المعروف تاريخياً ( وهو ما يجهله عموم ثوار ثورة يناير ) أن أى إنتخابات تجرى بعد أى ثورة مباشرة لا تفرز مجلس نواب يحقق طموحات الشعب .. فتجربة الإنتخابات الحرة النزيهة التى تلى أى ثورة تأتى متأثرة برموز من العهد الفاسد الذى يسبق الثورة ولم تستطيع الثورة من التخلص من كامل هذه الرموز ، ونتيجة لذلك تأتى الإنتخابات بمجلس نواب محكوم عليه بالفشل مقدماً لإحتواء هذا المجلس على نواب من العهد الفاسد البائد ، ورموز الفساد الغير معروفة جماهيرياً ولكنها تدين بالولاء لذلك العهد الفاسد الذى ثار عليه الشعب ..
لقد تعجل الثوار النتائج وأراد الكثير منهم القفز إلى قمة السلطة بعد أن فشلوا فى الحصول على الأغلبية فى الإنتخابات البرلمانية أو الرئاسية ، وفجأة تحول الكثير من رموز الثورة الذين وثق فيهم الشعب إلى متآمرين على الثورة نفسها ، وذلك بالتحالف فيما بين الفصائل المختلفة فى التوجهات السياسية مع بعضهم البعض ضد من فازوا فى الإنتخابات وجاءوا على رأس السلطة ..
لم يصبر الثوار على تجربة الإنتخابات الحرة كى يتركوا من فاز بالإنتخابات أن يمارس السلطة لينجح أو يفشل بل ارادوا إسقاط حلفاء الأمس ممن فازوا بالإنتخابات وتحالفوا مع رموز الفساد من العهد البائد الفاسد ممن نجحوا فى إنتخابات أول برلمان واندسوا بين صفوف الثوار معلنين إيمانهم بالثورة بينما هم فى الحقيقة يعملون فى الخفاء لوأد الثورة وإفشالها ..
تحالف رموز الثورة ممن أطلقوا على أنفسهم بـ " النخبة " المثقفة مع أعداء الثورة حتى وإن كان على حساب مبادئهم التى يؤمنوا بها ، فرأينا اليسار يتحالف مع اليمين .. والليبرالى يتحالف مع العسكرى .. والعلمانى يتحالف مع الأصولى ، وتاهت الإتجاهات وتشتت الثوار فانقض عليهم أعداء الثورة القدامى الأكثر تنظيما فأسقطوا الثورة .. ولكن إلى حين ..
google-playkhamsatmostaqltradent