أمي .. كرسيك فارغ ها هنا ..
غائبة لا تراك عيني .. و كم كنت احب أن أنظر اليك
ما هذا الجمال فيك ..؟ كأنه يوحى اليك .. كأنك مزيّنة من الجنة
آه .. سامحيني نسيت .. فالجنة هي التي تحت أقدامك
أمي .. كثيرا ما كنت أستفزّك بالشيكولا أو بالفواكه .. لأسمع دعواتك
كأنك كنت تهديني جزيرة أو بحيرة ..
كأنك كنت تقولين لي .. أدخل حدائق بابل في حضني
كأنك كنت تقولين لي .. حان الآن طوافك حول الكعبة هنا في كفي
كأنك كنت تقولين لي .. اخشع يا ولدي فأنت أمام قبر الرسول هنا في عيني
ما أروع دعواتك يا أمي .. لذلك كنت استفزّك ..
و في بعض المرات يا أمي – و ليتني فعلتها كل يوم - كنت أغسل قدميك
لأشتمّ شيئا مما في الجنة التي تحتها .. و أتلمس ما فيها من زرابي مبثوثة
أمي .. سامحيني ..
ما فعلت لك شيئا يعادل دقيقة في بطنك
ما فعلت شيئا يعادل رضاعة أول دقيقة من وجودي
ما فعلت شيئا يعادل ضمّة واحدة من ضماتك لي و أنا لا حول لي و لا قوة
كنت أنت قوتي و حولي .. و كنت الدفء و منابع الحنان لجسدي الصغير
ما أعطيتك شيئا . و كنت أنت تعطيني بلا حساب كأنك كنت تغرفين
من خزائن الله من أجلي ..
يرحمك الله يا أمي .. أطلب لك رضا الله و عفوه .. لتفوزي فوزا عظيما
يرحمك الله يا أمي .. لتنعمي بالجنة و تتذوقي منها الشيكولا و الفواكه
من عطايا الله و هداياه لأنك أم
فأنت عظيمة عند الله يا أمي فقد قال فيك " حملته أمه كرها على كره "
فسيعوضك عن " الكره " نعيما .. فانعمي يا أمي عند ربي