بقلم/ فتيحة سليماني
ما خطبك يا فتاة تسترقين الوقت من سجل الحياة
وكأنك تنافسين الزمن بالدقائق والساعات
تركضين وراء أحلامك بعقل غائب وقلب ينبض لدنيا المسرات
ما بالك يا طفلة أمس الإرهاصات تشتهين أكل سعادة ولو من بقايا فتات
تأملين إمساك اللحظات بيديك واللهو بها فتنتعش وحدتك الزرقاء بطعم الملذات
ما ذا أصابك يا إمرأة المحن تنددين بحظ ضرير وتكتبين سطور شعرك البربري بكل اللغات
تحاولين إقتطاف الفرح بكل السبل حتى ولو ضاع الآخر في بحر الآهات
وتتمادين في إختطاف إبتسامة صفراء ولو من شفاه حبيب أو قريب فلا يهمك إنتشار ألم في ذاك البيت
تكسرين جدار الخجل بلا حياء وتنثرين سم الفتنة وطاعون الشتات
حجتك في ذلك وأنا أيضا أستحق عناق الدعابة بمزح وضحكات
ما أحقرك يا فتاة أصبحت قاسية الفؤاد بعيدة عن كل أدب هيهات هيهات
همك أنا وبعدي الطوفان والكل في ضفة اللا مبالاة على حساب حب الذات
آه منك وآه منك يا فتاة
ما كنت هكذا يوما فقد تغيرتي وكان البديل من أسوء المفاجآت
أفيقي من خبث يكسو سريرتك البيضاء فهذا اللباس لا يليق بك أنت
نعرفك جميلة الروح طيبة الثمار في كل الفصول تمتعين الأحباب بأحلى لطف محشو بأرق العبارات
هذه انت يا صاحبة الوشاح الأخضر كالملاك الخير يزرع حبا في أرجاء كل النفايات
تقتلين الشر بحنانك الأحمر وتضيئن الكون بخلقك العظيم فتزهو أماكن اللؤم بأبهى صفات
كزهرة حسناء يفوح عطرها في جنان تغزوه أشواك جذورها سوداء تسبح في جب السيئات