recent
أخبار ساخنة

معنى الدعوة إلى الله تعالى

الصفحة الرئيسية

بقلم أ /محمد سعيد أبوالنصر 
1-تعريف الدعوة لغةً واصطلاحاً.
أولاً: تعريف الدعوة لغةً :
الدعوة : مشتقة من الفعل الثلاثي دعا يدعو دعوة، والاسم: الدعوة، والقائم بها يسمى داعية، والجمع: دعاة. 
ولكلمة الدعوة في اللغة عدة معان منها : النداء، والطلب، والتجمع، والدعاء، والسؤال، والاستمالة. قال الزمخشري:" دعوت فلاناً وبفلان ناديته وصحت به. وقال ابن منظور- رحمه الله -: الدعوة: المرة الواحدة من الدعاء ومنه الحديث: "فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" أي تحوطهم وتكنفهم وتحفظهم والدعاة: قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، وأحدهم داع. ورجل داعية إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة ".
ثانيًا :تعريف الدعوة اصطلاحاً :
كلمة الدعوة من الألفاظ المشتركة، ويُراد بها في الغالب معنيان:
الأول: الدعوة بمعنى الإسلام أو الرسالة.
الثاني: الدعوة بمعنى عملية نشر الإسلام وتبليغ الرسالة.
وعلى المعنى الأول: (الدعوة بمعنى الإسلام أو الرسالة) 
جاء قوله  تعالى: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقّ... )[الرعد: 14] ومن هذا المعنى ما ورد في دعاء الأذان ((اللهم رب هذه الدعوة التامة)). أي دعوة التوحيد.
وهذا المعني للدعوة (الدعوة بمعنى الإسلام أو الرسالة)  له تعريفات اصطلاحية كثيرة، منها:
1- قيل: هي دين الله الذي بعث به الأنبياء - عليهم الصلاة و السلام - جميعاً، تجدد على يد محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، كاملاً وافياً لصلاح الدنيا والآخرة.  
2-وقيل: هي دين الله الذي ارتضاه للعالمين؛ تمكيناً لخلافتهم، وتيسيراً لضرورتهم، ووفاءً بحقوقهم، ورعايةً لشؤونهم، وحمايةً لوحدتهم، وتكريماً لإنسانيتهم، وإشاعة للحق والعدل فيما بينهم.  
3- وقيل: هي الضوابط الكاملة للسلوك الإنساني، وتقرير الحقوق والواجبات.
وهي قبل ذلك وبعده: الاعتراف بالخالق، والبر بالمخلوق. 
4- وقيل: هي نداء الحق للخلق؛ ليوحدوا المعبود، ويعبدوا الواحد، حنفاء لله غير مشركين به، متبعين غير مبتدعين .
وأما على المعنى الثاني: (الدعوة بمعنى عملية نشر وتبليغ الإسلام)
 فعرفت  بتعريفات كثيرة، ومنها:
1-عرَّفها ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بقوله الدعوة إلى الله: هي الدعوة إلى الإيمان به وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا وذلك يتضمن الدعوة إلى الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والدعوة إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره والدعوة إلى أن يعبد العبد ربه كأنه يراه .
2-و عرَّفها شيخ الازهر محمد الخضر حسين- رحمه الله -  بقوله: هي إنقاذ الناس من ضلالة أو شر واقع بهم، وتحذيرهم من أمر يخشى عليهم الوقوع في بأسه".
2-وعرَّفها الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - بقوله: (حث الناس على الخير والهدى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل).
3- وعرّفها د. أحمد غلوش بأنها: (العلم الذي تعرف به كافة المحاولات الفنية المتعددة الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق).
4- وقيل: هي عملية إحياء لنظام ما؛ لتنتقل الأمة بها من محيط إلى محيط".
5- وقيل: هي فن يبحث في الكيفيات المناسبة، التي يجذب بها الآخرين إلى الإسلام أو يحافظ على دينهم بواسطتها" .
6- وقيل: هي الدعوة إلى توحيد الله، والإقرار بالشهادتين، وتنفيذ منهج الله في الأرض قولاً وعملاً، كما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ ليكون الدين كله لله.
7- وقيل: هي قيام الداعية المؤهل بإيصال دين الإسلام إلى الناس كافة، وفق المنهج القويم، وبما يتناسب مع أصناف المدعوين، ويلائم أحوال وظروف المخاطبين في كل زمان ومكان".
8- وقيل: هي قيام من له أهلية، بدعوة الناس جميعاً، في كل زمان ومكان، لاقتفاء أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والتأسي به، قولاً وعملاً وسلوكاً".
9- وقيل: هي إبلاغ الناس دعوة الإسلام، في كل زمان ومكان، بالأساليب والوسائل، التي تتناسب مع أحوال المدعوين"
10- وقيل: هي الحث على فعل الخير واجتناب الشر والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتحبيب بالفضيلة، والتنفير من الرذيلة واتباع الحق ونبذ الباطل".
11- وقيل: هي تبليغ الإسلام للناس، وتعليمه إياهم، وتطبيقه في واقع الحياة".
12- وقيل: هي كل عمل يدعى فيه إلى الله: كالتدريس، والخطابة، والوعظ، والمحاضرات والمؤتمرات، والمناظرات والدفاع عن الإسلام، والرد على خصومه، والجهاد، وكل ما من شأنه إعلاء كلمة الإسلام. 
هذه التعاريف وغيرها مما لم يذكر، ليس بينها منافاة ولا تعارض ولا تضاد، 
ولكن يُلاحظ أن كل تعريف اعتنى بجوانب معيّنة من الدعوة وركز عليه. والاختلاف هنا اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد.  والمهم إيصال دين الله للناس  ودعوتهم إلى الهدى ،وفق المنهج القويم كما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ ليكون الدين كله لله.
google-playkhamsatmostaqltradent