بقلم: حسن عصام الدين طلبة
من هم مسلمو بورما ( ميانمار ) .. وما هو الإضطهاد الذى يتعرضون له .. ؟ !!
لعلك حينما أسألك عن مسلمى بورما تتعجب وتقول .. مالى ومال هؤلاء الغرباء البعيدين عنا وعن ديارنا .. ولكن الحقيقة غير ذلك .. ففى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك – فقد قال : [ ما منِ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موضعٍ تنتهكُ فيه حرمتُه وينتقصُ فيه من عرضِه إلا خذلهُ الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتُه وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ ينتقصُ فيه من عرضِه وينتهكُ فيه من حرمتِه إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ نصرته ] ..
وإليكم أيها الإخوة هذه القصة .. " دخلت إمرأة مسلمة السوقَ ، وهي في كامل حشمتها وسترها ، ، وكان سماسرة هذا السوق وأهله هم من يهود بني قينقاع ، كانوا يعملون في صياغة الحلي والمجوهرات . فالتفَّ حولها مجموعةٌ يهودية قذرة ، جعلوا يراودونها على كشف وجهها ، والمرأة تأبى وتتمنَّع . فما كان من أحدهم إلا أن عمد إلى ثوبها - وهي قاعدة غافلة - فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سَوْءتها ، فتضاحك اليهود وتمايلوا ، فصاحت المرأة المقهورة : يا أهل الإسلام ! فقام رجل من المسلمين قد أحرقت الغيرةُ صدرَه ، فقتل اليهودي ، فتنادى اليهود وتمالؤوا ، حتى قتلوا الرجل المسلم . وعلم بالخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابتِه الكرام ، فاتَّفقتْ كلمتهم على نصرة الدم المسلم ، فعقد النبي - صلى الله عليه وسلم – لواء ، وأعطاه لعمه حمزة بن عبدالمطلب .
مضى اللواء الإسلامي وهو مصمم على تأديب هذه السلالة المرذولة الخائنة ، وما أن تسامع اليهود بمقدم لواء حمزة بن عبدالمطلب ، حتى تطايروا خلف أسوارهم ، واختبؤوا في حصونهم . فحاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ليلة ، فأيقنوا بالهلاك ، أعلنوا بعدها الاستسلام ، والنزول على حكم رسول الله . أصدر النبي - صلى الله عليه وسلم – أوامره ، وحكم فيهم أن يكتَّفوا ، وتضرب أعناقهم . وبعد تدخَّل رأسُ النفاق عبدالله بن أُبي بن سلول ، لدى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع الإلحاح الشديد ، حَكَم فيهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بإجلائهم من المدينة مع نسائهم وذراريهم ، وللمسلمين أموالهم وأسلحتهم .
إذن نعود ونسأل من جديد .. من هم إخوتنا المسلمون في ميانمار .. ؟ !! إنهم أقلية أمام الأغلبية البوذية هناك ، ومعظم هؤلاء المسلمون هم من شعب روينجية ذوي الأصول المنحدرة من مسلمي الهند (بما فيها ماتعرف الان ببنغلاديش) والصين (أسلاف مسلمي الصين في ميانمار أتوا من مقاطعة يونان .. وقد عاش المسلمون قروناً عديدة فى بورما بعد هجرتهم إليها منذ أكثر من ستة قرون . وتعرض المسلمون لإنتهاكات عديدة على مدى قرون ، تزداد حدتها أحياناً إلى أن تسفر عن حدوث مذابح لهم هناك ، فيضطروا إلى ترك منازلهم وتجارتهم ، وأعمالهم وأرضهم ، وينزحوا إلى الأراضى المجاورة ، وفى كثير من الأحيان يتخطوا الحدود إلى بنجلاديش ليتحولوا إلى لاجئيين مدى الحياة..
وفي مارس 1997 اشتعل التوتر العنصري بين البوذيين والمسلمين في ماندلاي ، ثم بدأت الاعتداءات على ممتلكات المسلمين خلال ترميم تمثال لبوذا .. وفي يوم 16 مارس 1997 تجمع حشد من الرهبان البوذيين والغوغاء وهتفوا بشعارات مضادة للمسلمين . فاستهدفوا في هجومهم المساجد أولا ، ثم تلاها ممتلكات المسلمين من منازل ومتاجر وعربات نقل في الأماكن القريبة من المساجد . وأفادت التقارير بأنهم سلبوا ونهبوا ودمروا الممتلكات ، واعتدوا على جميع الأماكن الدينية وخربوها ودنسوا الكتب الدينية . واستمر القتل والنهب على مدى سنوات ..
وحسب منظمة العفو الدولية فقد استمرت معاناة مسلمي الروهنجيا من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل المجلس العسكري البورمي منذ سنة 1978، ثم بدأت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في تقديم المساعدات لإعادة توطين الروهينجا في بنغلاديش من سنة 2005 ،. ثم أصدرت الحكومة البورمية سنة 2016 بيانات التعداد السكاني الخاصة بالدين والعرق لعام 2014، لتظهر تلك البيانات تراجعاً في نسبة مسلمي البلاد ، من 3.9% من إجمالي تعداد السكان لعام 1983، إلى 2.3% .
( تابع معنا المنشور التالى ) ..