recent
أخبار ساخنة

رسالتي اليك

الصفحة الرئيسية


بقلم: محمود علي احمد
لسوفَ أزرعَُ فوق جلدي سُماً 
أقوى وأخطرُ من سُمِ الافاعي القاتلة
ولسوفَ تحترقي يا حواءُ 
وأنتى تمتثلينَ بين يداي نادمة 
فقد راحت عنكِ الايامُ التي 
كنتُ أنتظرُ فيها منكِ كلمة
وضاعت من بين يديكِ أحلامي
وبدأتُ أنقشُ الاحلامَ على الجُدرانِ الخاوية
لقد تاه عنكِ القلبُ الذى سهرَ الليالي بطولها
ينتظرُ أن يراكِ عند الفجرِ يا مُتناسية
عذراً يا حواءُ هذا العصرِ
فقلمي اليومُ قد تجرعَ من حبرِ الحزنِ العلقمِ
فقد سَخِرَ الزمانُ منه ودفعهُ دفعةً
ألقتهُ على شواطىءِ الجنونِ لإختيارِ حروفهِ
يا حواءُ هذا العصرُ
ما ذنبي أنا ؟
عندما فكرتُ فيكِ
هل أجرمتُ؟
أم كنتُ من البدايةِ مُجرماً؟
لن أترك نفسي للإنتظارِ كثيراً
فقد بدأتُ أنسى قلبي الذى بين ضلوعي يتخبطُ
وبدأتُ أهجرَ النومِ بإرادتي ندماً
على الليالي التى فيكِ أنتي سهرتها
حواءُ وعدتكِ ذات يومٍ أنني
لن أُمزقَ في صورتكِ التى
بخيالي حفظتها
سأكون وفياً للوعدِ
ولكن
سأُمزقُ في قلبي الذي
أحبكِ في لحظةٍ كانت صادقة
لم تخطئيِ أنتي يا حواءُ في قلبي
ولم أُخطأ أنا !!
حاربنا الزمانُ وفرقَ بيننا
تحداني الزمانُ وباعدَ بيننا
عاندني الزمانُ وزاد همنا
ولإرادةِ الزمانُ لن أُصغي أنا !!
أرسلتُ له نفسَ الرسولِ الذي وصلني
وكان مضمونُ رسالتي أنني
لن أهجرَ القلبُ الذي هجرني
ولن أبتعدَ عن القلبُ
الذى سلبني العقلَ والنومَ والراحة
لن أبيعَ قلباً باعني
لن أُطيعَ أمرَ زمانٍ قاتلي
وسأمضي في طريقي الطويلُ وحدي
وسأصنعُ شخصاً جديداً مُتعلماً
فنونَ الحياةِ
ولسوفَ يكونُ مُدرساً ومُعلما
شكراً لكِ يا حواءُ
شكراً لكِ يا حواءُ
فأنتي أولُ من ساهمَ
في ولادةِ الشخصِ الجديد
أنتي من حطم الصمتُ
من فوقَ شفاهه
وأنتي من علمهُ الكلام
وأنتي من علمهُ أيضاً
ألا يخطو في ظلماتِ الاحلام
فتأكدي أن تلميذُكِ
لن يحلُمَ ذاتَ يومٍ
بأحلامٍ جديدة
ولسوفَ يسعى للوصولِِ
إلى حياةٍ هادئةٍ وسعيدة
فلكِ منه كلَ تقديرٍ واحترام
يا حواءُ
لكِ مني كل تقديرٍ واحترام
ولتتعلمي مني أن تواجهي الامورَ
فالهروبَ ليسَ حلاً كما يُقال
أُعلنها لكِ سيدتي كي تستريحي من التفكير
طِفلكِ الذي وعدَ لن يخون
ومن ظنَ أنكِ حبيبته
حُبكِ عليه لن يهون
وستظلي أميرةَ قلبهِ
حتى تستقري في قلبٍ آخر
ووقتها ستجديه يدعو لكِ بالسعادةِ
والراحةِ وهدوءَ البال
لا تحزني عليه فلن يغضبَ منكِ
وسيُحولُ حبه لكِ لحبَ أُختٍ
وسيفعلُ لأجلِ سعادتكِ
أي شىء .. سفعلُ لاجلكِ
أي شىء
فإن كان قد أفتقدكِ حبيبةً يرجوكِ
بأن لا تجعليه يفقدكِ أُختاً وصديقة
وليكن دعاؤكِ له
بأن يجد سعادةً وشاطىءُ أمان
ولتلجئي اليه في أي وقتٍ
ستجديهِ يُساعدكِ
في أي أمرٍ كان
وفقكِ الله في الحياةِ
ورزقكِ بمن يعرفُ مقداركِ
ووفقكِ في الاختيار
وعندَ الموتُ أماتكِ هادئةَ البال
خاليةٌ من أي ذنب
يا حواءُ
هذه رسالتي ليست الاخيرة
google-playkhamsatmostaqltradent