فتيحة سليماني
بمناسبة حلول موسم المطر الذي سينوب عنها لبضعة اشهر حتى تتنفس هي الصعداء وتسترجع نشاطها فتعود لتشرق من جديد صرخت فقالت .... من هناك من ذا الذي يهدد مدينتنا الامنة بزلزال كاد ان يوقع بي على الارض فسمع الجميع صراخ الشمس فهرعوا مسرعين عند سفح الجبل مكان اجتماعهم عند الانذار بحالة الطوارئ .فحضرت الورود والعصافير وكذلك القمر ؛النجوم والغيوم فكل اهل البلدة جاءوا في دهشة ليعلموا سر هذا المؤتمر الاحمر .وفي هذه الاثناء كانت صاحبة الغرام تختبيء وراء شجرة التوت البري وترمقهم من ثقوب الثمر وفي لحظة عطست فتحركت اوراق شجرة التوت البري فسمعها كل الموجودين فصاحوا كلمة واحدة من هناك من هناك اكشف عن وجهك يا هذا.. خافت صاحبة الغرام من قوة اصواتهم الغاضبة فظهرت في ساحتهم مطاطاة راسها فنظر الكل اليها نظرة استغراب وراءه سؤالا وسؤال؟! فاخذت الشمس مفتاح الكلام وقالت:من انت ايتها الفاتنة ؟من اين جئتي؟ ولما اتيتي لمجلسنا هذا ؟فما شانك بامورنا فانت غريبة عنا؟!
سكنت صاحبة الغرام مكانها كمسمار ثبت بمطرقة طرية على لوح اخضر واجحظت جفونها في اعينهم من دون ان تنطق حرفا واحدا وماهي الاثواني قلائل حتى انتبهوا الى وقع اقدام ترقص نحو مسارهم وهم في لهفة لرؤية من ذا الذي يقصد عنوانهم وكانهم جمهور مسرح ينتظر بداية العرض وبين دقيقة واخرى تزداد نارشوقهم وماهي الا ومضة زمن حتى رفع الستار وماكان مجهولا اصبح حاضرا امامهم انه فارس يقود حصانا ابيض هام الملا يتفقد جماله الساحر شعر املس ناعم كالحرير ينفلت من كف الايادي وعينين زرقاوين كبحر هادئ ذو بنية قوية ترهب كل نفس تهوى الشر واذية الضعفاء؛
تقدم الشاب الوسيم صوبهم ووقف وقفة رجل شجاع وقال:كنت مارا بالقرب من هنا
فسمعت اصواتا تستحم في حوارات كثيرة فجئت اتتبع همسكم فضولا مني لاستطلع ما يحدث.حينها امسك القمر حبر الحديث وقال ضاحكا:ههههههه اذن هذا موعدك مع صاحبة الضفائر العنقودية هناك تحت شجرة الرمان الفتية انها مقر للقاء الاحبة اتت هي في خفاء في امسية رقادنا ؛لكن للاسف فنبضات قلب محبوبتك فضحت وجودها فافشت بمكبوتها الذي هلع جزيرتنا فنهضنا مفزوعين في رعب ازرق فهرعنا الى هنا انه مكان اجتماعنا عندما نتنبا بخطر قادم يهدد ارضنا
حينها ضحك الجميع والفرح يغمر وجوههم اما الفارس الوسيم وحبيبته الجميلة احمرت وجنتيهما خجلا لانهم اكتشفوا خطة موعدهم الغرامي .في هذه اللحظة طلبت النجوم من كل الحضور السكوت فقالت:اريد ان اقترح عليكم رايا ارجو ان توافقوني عليه فاذن لها بطرح فكرتها فقالت :ما رايكم يا اصدقائي لو عقدنا قران الفارس الهمام مع هذه الشابة ذات الجمال الساحر.
فصفق الجميع مرحبين بهذه الحبكة الذكية .فاعلنت العصافير عن بدء مراسيم الزفاف فغنت لحن الحب المالوف في اعراسها ورقصت النجوم فانارت الدنيا باضوائها البهية ؛والتفت الورود حول نفسها فشكلت حلقة حسناء اللون ووضعتها على راس العروس كهدية لتتويج حبها الطاهر بزواج رائع .فتقدم العريس نحو عروسه وقبلها قبلة فخر على جبينها والسعادة ترتعش في بؤبؤ عينيه.