بقلم/ عبد الرحمن عبد السلام فراج
باعوك يا مدنية الطهر
باعوك فى زمن العهر
باعوك بألف ألف دينار
ولا عزاء لاعزاء للأحرار
باعوك يا درة المدائن
كلنا لترابك ألف خائن
نتجرع الذل خمرا
عصروه لنا من حدائق
الهوان
***
ملامحك العربية تصرخ فينا
مريم المجدلية تصرخ فينا
سكرتم بخمر الذل
و تركتم اطفالي بلا مأوى
بلا عنوان
تركتمهم يشحذون وطنا
وكان لديهم أعز الأوطان
ينامون على أرصفة الوجع
يعبث بهم جند الشيطان
***
آه يا قدس
تنتحر فيك حزنا
أعواد الريحان
تهاجر اطيار البراءة
وتعشش فيك قبحا الغربان
***
آه يا قدس
لا أملك سوى حزني
و هل أعادت يوما وطنا
الأحزان
آه يا أنشودة الصبر الطويل
الدمع ملّح فى الأجفان
***
يا مدينة مريم والمسيح
علقوا غدرا لك الصلبان
صلبوك على اخشاب الفرقة
صلبوك فى زمن الهذيان
صلبوك على عروش عفنة
و يكفينا فخرا
شجب صاحب السمو والصولجان
***
صلبوك و جسد الأمة ممزق
إرهاب فى مصر
و عزلة فى عمان
و يمن بنيران الفرقة يصطلى
و كذا عراق و كذا سودان
و لبنان الواقع
بين المطرقة و السندان
و سوريا آه يا سوريا
يا غرة الشرق
و عبقرية المكان
قسموك على موائد الطمع
شنقوا فيك زهر البيلسان
و خليج مقطّع الاوصال
يعزف على وتر الفرقة
تبا ثم تبا لها من ألحان
و مغرب غربت شمسه
و اتخذ لنفسه أبعد الأركان
***
آه يا قدس
تبكيك قبة الصخرة
يبكيك جبل الجليل
و الزهر و الحيوان
***
صلبوك يا مدينة الأنبياء
يا معراج محمد إلى الرحمن
***