عشق الشاى

بقلم - اياد خضيرالشمري 
قصيدة النثر هي فعل سردي يقوم بالأساس على تكثيف النثر وهي نتاج تصور فاعل لرؤيا الشاعر وبالتالي القصيدة هي التي تفرض منهجها النقدي الذي يسبر أغوارها .
الشعر العذري يتوهج بالعاطفة الجياشة، تزدحم الأشواق لدى الشاعر في ثنايا روحه، يعتصر قلبه الم الفراق وألم الرحيل والانفعالات المبكية، الشاعر عقراوي يلوح بالاشتياق وسط الأمنيات التي تراوده وتتكاثر فتزيد اشتياقه .

اشتقت
إليك
يا ملِكةَ الجَميلاتِ ---
تكاثَرَتْ
أمنياتي حَولَكِ ---
وآنبَرى قلبي
كعَينٍ شاهِدُ
مشى خيالي
في إثرِ طَيفِكِ ---
وأقتفى طريقَهُ –
وقلبُكِ منّي شارِدُ
أجابَتْكِ نفسي
وهي عَصيّةٌ ---
لأنَّ قلبي منكِ
حُبُّهُ يُطارِدُ

شعراء العذوبة تتعرض حالتهم النفسية في اغلب الأحيان للانهيار من خلال ما يصيبهم جراء هذا الحب القاتل، يصورون الألم باختلاف الأمكنة والأزمنة التي ينظمون فيها قصائدهم والتي تحمل طياتها معانٍ مشتركة فيها الشكوى والمواساة التي تصيب العشاق .

وعلِمتُ أنهُ لا يكونُ
خالياً من الحُبِّ
إلاّ بارِدُ الطَّبْعِ جامِدُ ---؟!
إذنْ كان طرفي
لِطَرفِكِ وحيُهُ ---
يأسِرُ قَلبَينا
فلِمَ التباعِدُ ؟؟؟
أحاديثُ
أهلَ الهوى تُفنى ---
ولكنّ الحُبَّ
الذي تُمليهِ الدموعُ فخالِدُ
ولي نفْسٌ
هذَّبَتْها الشدائدُ --!

ذكريات تحمل في طياتها العشق والمسرات، كلماتها في منتهى العذوبة للإخلاص والوفاء في مملكة العشق والغرام يتغنى بمحبوبته، كلمات في اغلبها شفافة وألفاظ رقيقة سلسة بعيدة عن التعقيد في كل أجزاء قصائد رمزي عقراوي الست عشرة... في بعض قصائده يذكر بثينة معشوقة جميل بن معمر الذي لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لها، هذا التناص الذي يذكرنا بمعشوق بثينة ويذكرنا بالقصائد العاطفية الرقيقة لجميل بثينة ويذهب بنا الى الشاعر عنترة بن شداد العبسي بحب لعبلة وهناك معان مشتركة بينهم .

أشتقتُ
اليكِ
يا ( بُثَيْنُ ) ---
وأنتِ التي
آستَعذَبْتِ
ماءَ شَيبَتي
على رُبى الوَجدِ
ولَبِستِ
بُردَ الحُبِّ
على بُردِ
صَرَفتُ
لأجلِكِ
عُمرَالشَّبابِ
وشَرخهُ
بِذِكرٍ على قُربٍ
وشوقٍ على بُعدِ !
بذَلتُ لكِ
حقّ المودّةِ
وما حَفِظَ
حقّ المودةِ
المُقيمِ بيننا
غير َ الودِّ !

المرأة تحضر بكثافة في نصوص الشاعر عقراوي، تارة للحبيبة والصديقة وتارةٍ للمعشوقة، تدور القصائد حول وجوه الحب المتعددة يبحث عن الجمال باعتباره فكرة او قيمة عليا كالحق والخير والحرية.
( لم يكن أراغون الذي رأى أن المرأة هي مستقبل العالم هو الوحيد الذي فتح هذه التجربة مساحة واسعة لأفضل ما كتبه، هناك أيضا بابلو نيرودا الذي أعطى الحب بعداً ملحمياً تجلت فيه عبقريته الشعرية )*1

أصْلُ المَرأةِ
حُبٌّ وجَمالْ ---
تتجلّى لنا
وانْ عَزَّ المَنالْ
مِلؤها النّورُ
كضاحِكِ الزَّهرِ
في الرّياضِ
ثُغرُها صافٍ
يُناجيها الخَيال ْ
أكادُ اُخِرُّ
لها راكِعاً
لولا عَظَمَةُ الجَلالْ ؟!
فلا تَهوى
جَمالاً زائلاً
بل آهوى التي
جَمالُها لا يُزالْ
لا عَدِمناكِ يا إمرأةً ---
عَيشُنا معكِ
ليس مُحالْ ؟!
بَلْ غضٌّ غريرٌ
وأنتِ لنا
ميدان الصَّبا المُتعالْ
أ مِنَ العَدلِ
ظُلمُ أصْلِ الحياةِ ؟!
وتركِها دون حُبٍّ ووِصالْ !!
(( انّ الأناثَ
لم يُخلَقْنَ سُدىً
إنَّهُنَّ رَقيقاتُ قلوبٍ لا جِبال ْ!!))
عموماً قصائدُ بَريد الحُبّ العُذري للشاعر رمزي عقراوي، قصائد نثر تبحث عن الجمال باعتباره فكرة أو قيمة عليا كالحق والخير والعدل، قصائد معبأةٌ بالشوق والهيام والعذاب ذاكراً أصل المرأة حب وجمال، أتمنى للشاعر عقراوي المزيد من التألق والإبداع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*1 مفيد نجم ناقد من سوريا