بقلم/ مصطفى طاهر
رَأَيْتُها شَمَخَتْ تَمْشِي عَلى هُدبِي
كأنَّها الشَّمسُ قد لُفَّتْ بِذي سُحُبِ
ريَّانَةُ العُود ِجََيْداءٌ مُجَلْبَبَةٌ
مَكْحُولَةُ الطَّرْفِ بِالأَخْلاقِ وَالهُذُبِ
ثَوْبُ العَفَافِ كَسَاهَا هَيْبَةً وَعُلا
تخْفِي أَنَاقَتَهَا كَالشَّمْسِ فِي الحُجُبِ
تَجَلْبَبَتْ بِحَيَاءٍ زَانَ خُطْوَتَهَا
هَمَّاسَةُ السَّيْرِ فِي رفْقٍ وَفِي أَدَبِ
كَأَنَّهَا البَدْرُ وَالأَكْوَانُ دَاجِيَةٌ
يَزْهُو بِثَوْبِ ضِيَاءٍ غَيْر مُؤْتَشِبِ
تَرْمِي بِمُكْتَحِلٍ بِالسِّحْرِ عَاِبَقٌة
كَطَيِّبٍ مِنْ عَبِيْرِ الوَرْدِ مُنْسَكِبِ
غَيْنَاءُ وَارِفَةٌ بِالحُسْنِ بَاذِخَةٌ
بَدْرِيَّةُ القَدِّ وَالأَلْحَاظِ وَالشَّنَبِ
وَرْدِيَّةُ الوَجْهِ شِيْمَاءٌ بِطَلْعَتِهَا
مِنَ الشَآمِ عَرِين المَجْدِ وَالحَسَبِ
صَافَفْتُهَا جَزعَتْ حيَّيْتُهَا هَرَعَتْ
غَابَتْ وَقَدْ تَرَكَتْ قَلْبِي عَلَى وَجَبِ
وَاللهِ مَا قَصَدَتْ نَفْسِي تُعَاكِسُهَا
بَلْ شِئْتُ أَسْأَلُهَا مِنْ أَيُّهَا نَسَبِ
وَقُلْتُ أَتْبَعُهَا أَلْقَى لَهَا سَكَناً
لِغَايَةٍ خَطَرَتْ فِي فِكْرِيَ الَّلجِبِ
وَقُلْتُ أَعْرفُهَا مِنْ ثُمَّ أَخْطبُهَا
فَإنَّهَا دُرَّةٌ فِي الحُسْنِ وَالأَدَبِ
عُذْرًا فَلا تَحْسَبُوا أَنِّي بِخُطْبَتِهَا
لِلنَّفْسِ أَطْلبُهَا بَلْ زَوْجَة (لأَبِي)
وَاللهِ لَوْ عَلِمَتْ لَيْلَى بِمَا كَتَبَتْ
يُمْنَايَ لانْقَلَبَتْ رَأْساً عَلَى عقبِ
مَا هَزَّنِي جَزَعٌ منْهَا وَسَطْوَتهَا
لَكِنَّهُ الحرْصُ مِنْ لَوَّاحَةِ الغَضَبِ
جَالَتْ بِأَوَرِدَتِي فِي القَلْبِ نَابِضَةً
مَضَتْ فَبتُّ عَلِيْلَ الفِكْرِ فِي وَصَبِ
هَذَا خَيَالٌ أَتَانِي فِي صَدَى حُلُمٍ
صَحَوْتُ مِنْهُ بِحَالٍ تَائِهٍ كَئِبِ