بقلم:حسن عصام الدين طلبة
رُبَّ معتصماهُ انطلقتْ ملءَ أفواهِ الصبايا اليتمِ ....
لامَسَت أسماعَهـُم لكنها لم تـُلامِس نـَخوَةَ المـُعتـَصـِمِ
تلك أبيات قد قيلت فى ضرب المثل عن النخوة والشهامة فى نجدة المستضعفين من المسلمين فى أنحاء الأرض .. فماذا فعلنا نحن أيها المسلم الغالفل لنجدة أخيك وأختك المستضعفين فى بورما ، ونحن نرى ونسمع عن قصص وحكايات بالصوت والصورة للإنتهاكات التى تجرى لهم من قتل وسحل وسفك للدماء ، وهتك للأعراض وإغتصاب للنساء والفتيات يشيب لها شعر الولدان .. كل ذلك ولم يحرك أحد منا ساكناً ولو حتى بكلمة يدعوا فيها الناس لنجدة هؤلاء المستضعفين .. أخى / أختى فى الإسلام إقرأوا تلك القصة الصغيرة لتعرفوا عن شىء إسمه النخوة والشهامة إفتقدناهما فى العشرين سنة الأخيرة .. لعلنا تعود إلينا نخوتنا ، وتنتفض عروقنا بالشهامة لندافع عن هؤلاء المستضعفين كل على قدر طاقته ..
إنها قصة إمرأة هاشمية في بلد الغربة ، بين الروم النصارى في بلدة عمورية ، تمشي في سوق المدينة ، فحاول أحد الروم أن يستميلها للحرام ، ففوَّتت عليه غرضه ، فأغلظ عليها ، فردَّت عليه ، فما كان من هذا الرومي إلا أن لطم المرأة ، وصكَّها في وجهها .. وأمام قلة حيلتها ، وضعفها وغربتها ، لم تجد إلا أن تطلقها صيحةً من قلبِها قبل لسانها ، فقالت : وامعتصماااااه ! !
إنها صيحة خرجت من فم امرأة مكلومة محروقة ، ولكنَّ هذه الصرخة أُزهقت من أجلها نفوس ، وطارت بسببها رؤوس .. وأما الرجل الرومي ، فردَّ على استنجاد المرأة بغرور واستهتار ، وقال : عساه أن يأتيَك على فرسه الأبلق .. ويشاء الله - تعالى - أن يرى هذا المشهدَ أحدُ تجار المسلمين ، فتألَّم لما رأى ، وتحركتْ في قلبه النخوةُ والغيرة ، فانطلق من حينه ميمِّمًا وجهَه إلى بغداد .
سافر هذا الرجلُ ، وقطع المفاوز ، لا لمصلحة يرجوها ، وإنما نصرةً لقضية امرأة مقهورة مظلومة ، ويدخل الرجل الغيور على المعتصم ، ويُصوِّر له ما رأى ، من خبر المرأة واستصراخها به ، فاستشاط المعتصم غضبًا ، وأعلن النفير ، وأقسم بالله أن لا يمس رأسَه ماءٌ من جنابة ، حتى يدوس أرضَهم بخيله الأبلق .
قال أهل عصره عنه : وكان إذا حلف حلف، وإذا أقسم أقسم .. نعم ؛ خرج المعتصم من بغداد ؛ نصرةً لامرأة واحدة ، ولكنَّه خرج أيضًا من أجل عزة الأمة ، وكرامة الأمة ، وهيبة الأمة .
ويخرج جيش الإسلام بقادته ، وأبطاله ، وعلمائه ، يفتحون المدن والحصون ، حتى وصلوا مدينة عمورية ، فحاصروها وضربوها بالمنجنيق ، ودام الحصار خمسة وخمسين يومًا ، حتى استسلم النصارى الرومان ، وأعلنوا تسليم المدينة للمسلمين ، فدخل المسلمون مدينة عمورية فاتحين منتصرين غانمين . وفي هذا الفتح كتب الشاعر أبو تمام قصيدتَه المشهورة :
لامَسَت أسماعَهـُم لكنها لم تـُلامِس نـَخوَةَ المـُعتـَصـِمِ
تلك أبيات قد قيلت فى ضرب المثل عن النخوة والشهامة فى نجدة المستضعفين من المسلمين فى أنحاء الأرض .. فماذا فعلنا نحن أيها المسلم الغالفل لنجدة أخيك وأختك المستضعفين فى بورما ، ونحن نرى ونسمع عن قصص وحكايات بالصوت والصورة للإنتهاكات التى تجرى لهم من قتل وسحل وسفك للدماء ، وهتك للأعراض وإغتصاب للنساء والفتيات يشيب لها شعر الولدان .. كل ذلك ولم يحرك أحد منا ساكناً ولو حتى بكلمة يدعوا فيها الناس لنجدة هؤلاء المستضعفين .. أخى / أختى فى الإسلام إقرأوا تلك القصة الصغيرة لتعرفوا عن شىء إسمه النخوة والشهامة إفتقدناهما فى العشرين سنة الأخيرة .. لعلنا تعود إلينا نخوتنا ، وتنتفض عروقنا بالشهامة لندافع عن هؤلاء المستضعفين كل على قدر طاقته ..
إنها قصة إمرأة هاشمية في بلد الغربة ، بين الروم النصارى في بلدة عمورية ، تمشي في سوق المدينة ، فحاول أحد الروم أن يستميلها للحرام ، ففوَّتت عليه غرضه ، فأغلظ عليها ، فردَّت عليه ، فما كان من هذا الرومي إلا أن لطم المرأة ، وصكَّها في وجهها .. وأمام قلة حيلتها ، وضعفها وغربتها ، لم تجد إلا أن تطلقها صيحةً من قلبِها قبل لسانها ، فقالت : وامعتصماااااه ! !
إنها صيحة خرجت من فم امرأة مكلومة محروقة ، ولكنَّ هذه الصرخة أُزهقت من أجلها نفوس ، وطارت بسببها رؤوس .. وأما الرجل الرومي ، فردَّ على استنجاد المرأة بغرور واستهتار ، وقال : عساه أن يأتيَك على فرسه الأبلق .. ويشاء الله - تعالى - أن يرى هذا المشهدَ أحدُ تجار المسلمين ، فتألَّم لما رأى ، وتحركتْ في قلبه النخوةُ والغيرة ، فانطلق من حينه ميمِّمًا وجهَه إلى بغداد .
سافر هذا الرجلُ ، وقطع المفاوز ، لا لمصلحة يرجوها ، وإنما نصرةً لقضية امرأة مقهورة مظلومة ، ويدخل الرجل الغيور على المعتصم ، ويُصوِّر له ما رأى ، من خبر المرأة واستصراخها به ، فاستشاط المعتصم غضبًا ، وأعلن النفير ، وأقسم بالله أن لا يمس رأسَه ماءٌ من جنابة ، حتى يدوس أرضَهم بخيله الأبلق .
قال أهل عصره عنه : وكان إذا حلف حلف، وإذا أقسم أقسم .. نعم ؛ خرج المعتصم من بغداد ؛ نصرةً لامرأة واحدة ، ولكنَّه خرج أيضًا من أجل عزة الأمة ، وكرامة الأمة ، وهيبة الأمة .
ويخرج جيش الإسلام بقادته ، وأبطاله ، وعلمائه ، يفتحون المدن والحصون ، حتى وصلوا مدينة عمورية ، فحاصروها وضربوها بالمنجنيق ، ودام الحصار خمسة وخمسين يومًا ، حتى استسلم النصارى الرومان ، وأعلنوا تسليم المدينة للمسلمين ، فدخل المسلمون مدينة عمورية فاتحين منتصرين غانمين . وفي هذا الفتح كتب الشاعر أبو تمام قصيدتَه المشهورة :
السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ .... فى حدِ الحـَدُ بين الجدِّ واللعـِبِ
فتحُ الفتوحِ تعالَى أنْ يـُحيطَ بهِ .... نـَظـْمٌ من الشعرِ أو نثرٌ مـِنَ الخطبِ
فماذا أخذنا من ديننا لنتعلم ونعمل بما جاء فيه لننال شرف الإسلام عن حق وجدارة لا صفة بلا واقع يجسدها ويحكيها .. ( تابع منشورنا التالى ) ..
فتحُ الفتوحِ تعالَى أنْ يـُحيطَ بهِ .... نـَظـْمٌ من الشعرِ أو نثرٌ مـِنَ الخطبِ
فماذا أخذنا من ديننا لنتعلم ونعمل بما جاء فيه لننال شرف الإسلام عن حق وجدارة لا صفة بلا واقع يجسدها ويحكيها .. ( تابع منشورنا التالى ) ..