بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
بعض الناس ينادُون بمساواةِ المرأةِ بالرجل في كل شيء، فهل يمكن أن تتحقق هذه المساواة؟ وكيف نردّ على المطالِبين بمساواة المرأة بالرجل؟
الجواب: الرجل خُلق بتكوينٍ يغايرتكوينَ الأنثى، وكلاهما حلقةٌ متصلة يكملان بعضهما البعض ،والقول بالمساوة يخالف الفطرة والواقع والدين ،جاء في فتاوى النساء ما ملخصه :"الذكورة والأنوثة نوعان لجنس البشر وما دام الجنس الواحد قد انقسم لنوعين فكل نوع له مهمة، فيكون للرجال خصوصيةٌ وللنساء خصوصية. وربُّنا ـ سبحانه وتعالى ـ لم يجعل الجنسين مستويَين في خصائص البنية، صحيح إن البنية واحدة، رأس وجذع وأرجل، إنما يميِّز بنيةَ كلِّ نوع بشيء، الرجل له شكل مميز، والمرأة لها شكل مميز، ولذلك فالذين يقولون: نسوِّي الرجلَ بالمرأة أو المرأةَ بالرجل. نقول لهم: المرأة لها تكوينها الخاصّ والرجل له تكوينه الخاصّ، فإذا سوَّيتَ المرأةَ بالرجل أعطيتَ لها مجالاتٍ، وبَقيَت مجالاتُها التي لا يمكن للرجل أن يشاركها فيها معطلةً لا يقوم بها أحد، إذن فأنت حمَّلتها فوق ما تطيق، وأنت مخطئ؛ لأنك تأتيها بمتاعبَ أخرى
إن من العجيب أن نطلبَ المساواةَ بين نوعين قالبُهما مختلف وتكوينُهما متباين، لا أقول معنويًّا فحسب ولكنه تباين عضويّ وموضوعيّ، حتى في تكوين ذرات جسمَيهما وفي الظواهر التكوينية لمرأى كلٍ منهما.
والذين ينادُون بمساواة المرأة بالرجل لم لا يقولون بمساواة الرجل بالمرأة ويطلبون من المرأة أن تقوم بعمل الرجل! فكان من الواجب أيضًا أن يطلبوا من الرجل القيامَ بعمل المرأة إلا أنهم جاروا على مبدأ المساواة التي يطلبونها.
فإذا قامت المرأة بالعمل المطلوب من الرجل ظلت هي بعملها الخاص الذي لا يؤدَّى إلا من جهتها، ومعنى ذلك إلقاءُ حملٍ جديدٍ على المرأة وهكذا، فهم لا يطلبون مساواتها ولكن يطلبون غَبْنَها وظلمها، فلو أنْصَفَت المرأةُ نفسَها لرأت الذين يطلبون مساواتها بالرجل فيما تجنح إليه فكرة المساواة خصومًا لها.