recent
أخبار ساخنة

الإسلام .. مفهوم التجديد الدينى .. !

الصفحة الرئيسية

بقلم/ حسن عصام الدين طلبة
الإسلام منتج سماوي ، وليس منتجا أرضياً ، قابل للتعديل ، والتبديل ، والحذف ، والزيادة ، و التطويل ، والتقصير ، وما إلى ذلك ، والله سبحانه كماله مطلق ، لذلك قال تعالى : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾.
لا اختلاف فى شرائع الله اليهودية والنصرانية والإسلام فهى منهج ربانى واحد مصدره الله عز وجل فكيف تأتى مختلفة ؟ وقد ذكر الله التوراة التي أنزلها على موسى كليمه , ومدحها وأثنى عليها وأمر باتباعها حيث كانت سائغة الاتباع وذكر الإنجيل ومدحه وأمر أهله بإقامته واتباع ما فيه , ثم شرع القرآن العظيم الذي أنزله على عبده ورسوله الكريم بالحق والصدق ، فقال سبحانه { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقّ }
فالإسلام دين لا ريب فيه أنه من عند الله أي من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه , وجاء فيها أنه سينزل من عند الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم , فكان نزوله كما أخبرت به تلك الرسلات السماوية وصدقها الرسل , مما زادها صدقاً عند حامليها من ذوي البصائر الذين انقادوا لأمر الله , واتبعوا شرائع الله , وصدقوا رسل الله ..
لقد أمرنا الله أن نحافظ على ديننا بأن نتبعه قلباً وروحا وفقهاً ، لا أن نضيف عليه ، لذلك الكلمات التي تطرح اليوم حول التجديد في الدين أخطأت العنوان .. فلا تجديد فى الدين كون الدين منتج سماوي ، لأنه وحي السماء ، والصحيح أن نقول أسلمة التجديد لا تجديد الدين .. أى نصلح القوانين الوضعية التى وضعها الإنسان وتشوبها شوائب الإلحاد والكفر والعلمانية ، ونضيف إليها من الدين ما يصلحها لتأتى بما شرعه الله لنا ..
ولا غضاضة أن نطلب نزع كل ما علق بالدين مما ليس فيه .. فالذي حدث أن بعضاً من المسلمين في وقت ما اهتموا بالنصوص ، وبالأحكام الفقهية ، وأهملوا الجانب الأساسي في الديني وهو التزكية ، ومعرفة الله ، والإقبال عليه ، والتخلق بالأخلاق النبوية ، والعمل والبذل ، والتضحية ، لتحقيق المقاصد الكبرى للشريعة ، بقوا في النصوص ، وفي الأحكام الفقهية ، فظهر كرد فعل على هذا التطرف أناس اهتموا بتطهير القلب ، وتزكية النفس ، وأهملوا العلم الشرعي فوقعوا في تطرف آخر .
والإنسان مخير بين أمرين ، فإما يؤمن بكل ما فى شرع الله ودستوره القرآن ويخضع لله ويطيعه .. وإما أن يخالف شرع الله ويفضل قوانين الإنسان وإن جاء فيها ما يخالف هذا الشرع الذى ارتضاه الله لعبادة .. ويحذر الله عباده من المنافقين الذين يدعون على الناس أنهم مؤمنين بشرع الله فى حين يفضلون العلمانية والإلحاد عن دين الله فيقول سبحانه { أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوَاْ إِلَى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوَاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشّيْطَانُ أَن يُضِلّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىَ مَآ أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداً } .. والمقصود بالطاغوت هو كل منهج أو قانون خالف شرع الله واحكامه ..
google-playkhamsatmostaqltradent